السبت، 13 مارس 2021

الصفة المشبهة

الصفـة المشـبهة تعـريفهـا : هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل على وجه الثبوت . مثل : حسن ، وأحمر ، وعطشان ، وتعب ، وكريم ، وخشن ، وبطل . ومنه قوله تعالى : { إنه لفرح فخور } 10 هود . وقوله تعالى : { ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال } 15 الأعراف . ومنه قولهم : فلان رقيق الحاشية ، كريم السجايا . وقد سمي هذا النوع من المشتقات بالصفة المشبهة ، لأنها تشبه الفاعل في دلالتها على معنى قائم بالموصوف ، غير أن الفرق بينها وبين اسم الفاعل : أنه يدل على من قام به الفعل على وجه الحدوث والتغيير والتجدد ، وهي تدل على من قام به الفعل على وجه الثبوت في الحال أو الدوام ، ولا يعني الثبوت بالضرورة الاستمرار . فكلمة فرح وغضبان ورقيق وكريم كل منها وصف ثابت في موصوفها ، ولكنه ليس من الضروري أن يستمر هذا الثبوت ، بل قد يكون ثبوتاً في الحال أو ثبوتاً على الدوام . تنبيهـات وفـوائـد : 1 ـ تصاغ الصفة المشبهة من الفعل الثلاثي اللازم على وزن " فَعِلَ " على الأوزان التالية : أ – وزن " فَعِلٌ " فيما دل على فرح وسرور ، مثل : جذل ، وطرب ، ورضي . ومنه قوله تعالى : { ويتولون وهم فرحون } 50 التوبة . وقوله تعالى : { انقلبوا فكهين } 31 المطففين . أو دل على حزن مثل : شجٍ ، وكمد ، ومنه قوله تعالى : { وقلوبهم وجلة } 60 المؤمنون . أو دل على ألم مثل : وجع ، وتعب ، وأشر ، ونكد ، وقلق . ومنه قوله تعالى : { إنهم كانوا قوماً عمين } 64 الأعراف . وقوله تعالى : { والذي خبث لا يخرج إلا نكدا } 58 الأعراف . وقوله تعالى : { بل هو كذاب أشر } 26 القمر . أو فيما دل على صفة حسنة مثل : لبق ، وسلس . ب – وزن " أفْعَلٌ " فيما دل على لون . ومؤنثه فُعلاء مثل : أخضر خضراء ، وأصفر صفراء ، وأسود سوداء . ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً } 80 يس . وقوله تعالى : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } 187 البقرة . أو فيما دل على عيب مثل : أحول ، وأكتع ، وأبتر ، وأعمى ، وأبكم ، وأبرص . ومنه قوله تعالى : { إن شانئك هو الأبتر } 3 الكوثر . وقوله تعالى : { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج } 61 النور . أو فيما دل على حلية مثل : أحيل ، وأهيف . ج – وزن " فعلان " ومؤنثه فعلى . فيما دل على خلو ، مثل : صديان ، أو امتلان . مثل : ريان وغضبان . ومنه قوله تعالى : { يحسبه الظمآن ماءً } 39 النور . 2 ـ وتصاغ من الفعل الثلاثي اللازم على وزن " فَعُلَ " بضم العين غالباً على الأوزان التالية : أ – فعيل ، مثل : شريف وعظيم ، وبخيل ، ونحيل ، وشديد فيما دل على صفة ثابتة . ومنه قوله تعالى : { وأنا لكم ناصح أمين } 68 الأعراف . وقوله تعالى : { وأنبتت من كل زوج بهيج } 5 الحج . ب – فَعْل ، مثل : شهم ، فحل ، سمح ، صعب ، سمج . ومنه قوله تعالى : { وشروه بثمن بخس } 20 يوسف . وقوله تعالى :{ إنه هو البر الرحيم } 28 الطور . ج – فُعَال ، مثل : هُمام ، صُراح ، فُرات ، كقوله تعالى :{ وهذا ملح أجاج } 53 الفرقان . وقوله تعالى :{ هذا عذب فرات } 53 الفرقان . وقوله تعالى :{ ثم يجعله ركاماً } 43 النور . كقوله تعالى : { وكان بين ذلك قواماً } 67 الفرقان . وقوله تعالى : { ل فارض ولا بكر عوان بين ذلك } 68 البقرة . د – فَعَل ، مثل : بطل ، وحسن ، ورغد ، وعرض ، ووسط . ومنه قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } 143 البقرة . وقوله تعالى :{ تبتغون عرض الحياة الدنيا } 94 النساء . وقوله تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } 245 البقرة . هـ – فُعْل ، مثل : صلب ، وحُرّ ، وحلو ، ومُرّ . كقوله تعالى : { لقد جئت شيئاً نكراً } 74 الكهف . و – فُعُل ، مثل : جُرز ، وفرط ، ونكر ، وكفؤ . كقوله تعالى : { ولم يكن له كفواً أحد } 4 الإخلاص . وقوله تعالى :{ والجار الجنب } 36 النساء . وقوله تعالى :{ وكان أمره فُرُطاً } 28 الكهف . ز – فَعُول ، مثل : وقور ، وطهور ، وعجوز . ومنه قوله تعالى : { أألد وأنا عجوز } 72 هود . وقوله تعالى :{ ولا الظل ولا الحرور } 21 فاطر . ك – فَعِل ، مثل : سَمِحَ ، طَهِرَ . ومنه قوله تعالى : { فأخرجنا منها خَضِراً } 99 الأنعام . ي – فِعْل ، مثل : ملح ، وصفر ، ورخو . ومنه قوله تعالى : { قال لكل ضعف } 38 الأعراف . وقوله تعالى :{ وفديناه بذبح عظيم } 107 الصافات . تنبيـهات وفوائد : 1 ـ قد ترد الصفة المشبهة على وزن " فَيْعِل " وذلك من الفعل الثلاثي اللازم الذي على وزن " فَعَلَ " المعتلة العين ، وهي قليلة . مثل : مات – ميت ، ساد – سيد ، بان – بين ، ساء – سيء ، صاب – صيب . كقوله تعالى : { لولا يأتون عليهم بسلطان بين } 15 الكهف . وقوله تعالى :{ وألفيا سيدها لدى الباب } 35 يوسف . وقوله تعالى : { أو كصيب من السماء } 19 البقرة . ومن الصحيحة العين على وزن فَيْعَل ، مثل : صيرف . 3 ـ تأتي الصفة المشبهة على وزن اسم الفاعل أو اسم المفعول فيما دل على الثبوت وحينئذ تكون مضافة إلى ما بعدها . مثل : طاهر القلب ، مستقيم الرأي ، معتدل القامة ، موفور الذكاء ، مغفور الذنب . ومنها كل وصف جاء من الفعل الثلاثي بمعنى اسم الفاعل ولم يكن على وزنه ، مثل : شيخ بمعنى شائخ ، وسيد بمعنى سائد ، وطيب بمعنى طائب . ويشترط في دلالتها على الثبوت ، وهي مأخوذة من الأفعال الثلاثي المتعدية المفتوحة العين " فَعَلَ " وهي أيضاً قليلة . ومنها : حريص من حَرَصَ وهي بمعنى حارص ، وعفيف من عفَّ بمعنى عافف ، وخفيف من خفَّ بمعنى خافف ، وجواد من جاد بمعنى جائد . الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل تختلف الصفة المشبهة عن اسم الفاعل في أمور خمسة هي : 1 ـ أنها تصاغ من الفعل الثلاثي اللازم ، أما اسم الفاعل فيصاغ من الثلاثي اللازم والمتعدي على حد سواء ، وما ورد من صفات مشبهة مشتقة من أفعال ثلاثية متعديةفهي سماعية كعليم ، وسميع ، أو جاءت على وزن اسم الفاعل بعد إنزال فعله منزله اللازم وأريد به الدوام مثل : قاطع السيف ، ومسمع الصوت . 2 ـ أنها لا تكون إلا للمعنى الدائم الملازم لصاحبها في كل الأزمنة . مثل : محمد حسن الخلق . فحسن صفة لخلق محمد لازمته على الدوام في الماضي والحاضر والمستقبل . إلا وجدت قرينة تدل على خلاف الحاضر . كأن تقول : كان محمد حسناً فقبح . أما اسم الفاعل فلا يكون إلا لأحد الأزمنة الثلاثة . 3 ـ دلالتها على صفة الثبوت ، بينما يدل اسم الفاعل صفة متجددة . 4 ـ أنها يغلب عليها عدم مجاراتها المضارع تذكيراً وتأنيثاً ـ أي في حركاته وسكناته ـ كما في قولنا جميل الظاهر ، أبيض الشعر ، ضخم الجثة . ويقل في مجاراتها له كما في قولنا : طاهر القلب ، معتدل القامة . ومن غير الثلاثي تلزم مجاراتها له أما اسم الفاعل فإنه يجاري المضارع في النوعين لزوماً . والمقصود من المجاراة المذكورة : الموافقة العامة في الحركات والسكنات وإن اختلفت أعيان الحركات . 5 ـ عدم تقدم منصوبها عليها بخلاف منصوب اسم الفاعل . وجوب كون معمولها المجرور أو المنصوب على التشبيه بالمفعول به سبباً ، أي اسماً ظاهراً متصلاً بضمير موصوفها ، إما اتصالاً لفظياً مثل : علي كثير علمه ، وسعيد حسن خلقه ، ومعنوياً مثل : محمد كثير العلم ، والعنب حلو الطعم . 7 ـ أنها تجوز إضافتها إلى فاعلها ، بل يستحسن فيها ذلك . مثل : حسن الخلق ، ومعتدل الرأي . والأصل : حسن خلقه ، ومعتدل رأيه . أمل اسم الفاعل فلا يجوز فيه ذلك ، فلا يقال : الفارس مصيب السهم الهدف . أي : مصيب سهمه الهدف . 8 ـ يجوز تأنيثها أحياناً بألف التأنيث مثل : فاطمة حسناء السريرة ، وهند بيضاء الصفحة . 9 ـ أنها تعمل في معمولها النصب مع أن فعلها لازم ، مثل : الطالب حسن خلقَهُ ، بنصب خلقه ، واسم الفاعل لا ينصب مفعوله إلا إذا كان من فعل متعدٍ . 10 ـ عدم إعمالها محذوفة ، فلا يصح أن نقول ، فلان حسن المنظر والمخبر ، بنصب " المخبر " على تقدير : وحسن المنظر . أما اسم الفاعل فيجوز فيه ، تقول : أنت ضارب اللص والخائن . 11 ـ عدم مراعاة محل مجرورها المتبوع بعطف أو غيره ، بخلاف اسم الفاعل . عمل الصفة المشبهة لمعمول الصفة المشبهة ثلاثة مواقع إعرابية على النحو التالي : 1 ـ أن يرفع معمولها على الفاعلية ، نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ . 2 ـ أن ينصب على شبه المفعولية إن كان معرفة ، نحو : محمد حسنٌ الوجهَ ، أو محمد حسنٌ وجهَهُ . أو ينصب على التمييز إن كان نكرة ، نحو : محمد حسنٌ وجهاً . 3 ـ أن يجر بالإضافة ، نحو : محمد حسنُ الوجهِ . تنبيهـات وفوائـد : 1 ـ تمتنع إضافة معمول الصفة المشبهة لها إن كانت مقترنة بأل والمعمول خال منها ، ومن الإضافة إلى المحلي بها . فلا يصح أن نقول : محمد الحسن الوجه ، ولكن يقال : محمد الحسنُ الوجهِ ، أو محمد حسنُ صورة الوجهِ . 2 ـ أجاز أبو علي الفارسي أن يكون الرفع في معمول الصفة المشبهة على الإبدال من ضمير مستتر فيها وهو بدل بعض من كل . 3 ـ سميت الصفة المشبهة باسم الفاعل هذه التسمية لأنها تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث ، ويجوز أن تنصب الاسم المعرفة بعدها على أنه شبه المفعول به لها ، فهي بذلك تشبه اسم الفاعل المتعدي إلى مفعول به واحد . 4 ـ أ – يمتنع جر معمول الصفة المشبهة المقرونة بأل إذا كان مضافاً إلى ضمير الموصوف ، فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقِهِ . ب – وكذا إذا كان مضافاً إلى اسم مضاف إلى ضمير الموصوف . فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقهِ أبيه . ج – وإذا كان مضافا إلى نكرة أيضاً ، فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلق أب . د – ولا إذا كان نكرة فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقٍ . وسبب المنع في الأحوال الأربعة السابقة لأن الإضافة في هذه الصور لم تفد تعريفاً ولا تلخيصاً ولا تخلصاً من قبح حذف الرابط . 5 ـ لا يخلو معمول الصفة المشبهة من أحوال ستة هي : أ – أن يكون المعمول معرفاً بأل ، نحو : الحسن الوجهِ ، أو حسن الوجهِ . ب – أن يكون مضافاً لما فيه أل ، نحو : الحسن وجهِ الأبِ ، أو حسن وجهِ الأب . ج – أن يكون مضافاً إلى ضمير الموصوف ، نحو : مررت بالرجل الحسنِ وجهُهُ ، أو برجل حسنٌ وجهُهُ . د – أن يكون مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف . نحو : مررت بالرجل الحسنِ وجْهُ غلامِهِ ، أو برجل حسنٍ وجْهُ غلامِهِ . هـ – أن يكون مجرداً من أل دون الإضافة ، نحو : الحسنُ وجهُ أب ، أو حسنٌ وجهُ أب . و – أن يكون المعمول مجرداً من أل والإضافة ، نحو : الحسنُ وجهاً ، أو حسنَ وجهاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

منصة ابجد

https://www.facebook.com/100036837916287/videos/1274864849736012/