الأربعاء، 1 أغسطس 2012

الفعل المضارع

إعراب الفعل المضارع 
تعريفه : 
- الفعل المضارع فعل معرب يدلّ عادة على حصول عمل في الزمن الحاضر
- يبدأ الفعل المضارع بأحد حروف المضارعة وهي : ن , أ , ت , ي , وجمعت في كلمة نأتي أو أنيت 
- سمّي الفعل المضارع بهذا الاسم لأنّه يضارع أي يشابه اسم الفاعل , في أنّه معرب , وفي أنّه يدل على الحال
قد يخرج الفعل المضارع عن معنى الحال بقرائن :
-إذا اتصلت به سين الاستقبال دلّ على المستقبل , وكذلك إذا سبقه "سوف " 
- إذا سبقه حرف توقع " قد" فإنّه يفيد التقليل ويدل على الاستقبال 
- إذا سبقه بعض أدوات النصب مثل "لن " فإنّه يدل على المستقبل 
- إذا سبقه " من " الشرطيّة الجازمة فإنّه يدل على الاستقبال 
- يدل الفعل المضارع على الماضي إذا إذا سبقه أحد حرفي الجزم "لم " و "لما "

رفع الفعل المضارع وبناؤه
- يُرفع الفعل المضارع وعلامة رفعه الضمّة ظاهرة أو مقدّرة إذ ا لم يسبقه ناصب أو جازم , ولم يكن من الأفعال الخمسة
- الأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة , ويرفع بثبوت النون 
- إذا اتصل بالفعل المضارع نون النسوة فإنّه يُبنى على السكون 
- إذا اتصل بالفعل المضارع نون التوكيد ثقيلة أو خفيفة فإنّه يُبنى على الفتح
تابع المعرب والمبني من الأفعال.
إعراب المضارع وبناؤه.


قال ابن مالك رحمه الله:
19).........................*** وَأعْـرَبـُوا مُـضَـارِعاً إنْ عَـرِيَـا(1)
20) مِنْ نُونِ تَوْكِيـدٍ مُبَاشِر ٍوَمِنْ *** نُونِ إنَاثٍ(2) كَـ(يَرُعْنَ(3) مَنْ فُتِـنْ(4))

(1) عريا: عري: تجرَّد، والألف للإطلاق (2) نون إناث: هي نون النسوة، وهو لفظ أكثر شمولا لأن كلمة النسوة تقصرها على العاقل فقط. (3) يَرُعْنَ: يُخِفْنَ.

(4) فُتِن: أُعْجِب بهن.

يشير ابن مالك في شطر البيت 19 والبيت العشرين إلى أن الفعل المضارع يعرب إذا تجرَّد من نون التوكيد المباشرة أو من نون الإناث، وهذا يعني أنه يكون مبنيًّا إذا اتصلت به إحدى هاتين النونين.

فللفعل المضارع إذًا حالتان:

1)البناء:

أ) يُبْنَى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة:

أي نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة التي تتصل به اتصالا مباشرا لا يفصل بينهما ضمائر الرفع، مثل:

لَيعرِفَنَّ كل واحد منكم واجبه.

لَيعرِفَنْ كلُّ واحدٍ منكم واجبه.

(يعرفَنَّ) فعل اتصل بنون التوكيد الثقيلة، (يعرِفَنْ) فعل اتصل بنون التوكيد الخفيفة، وكلاهما مبني لعدم وجود فاصل من ضمائر الرفع بين الفعل (يعرف) والنون.

وهما مبنيان على الفتح، ولا فرق بين النونين إلا من ناحية المعنى؛ فالثقيلة يكون التأكيد بها أشد.

نقول في إعراب الفعل:

يعرِفَنْ، يعرِفَنَّ: فعل مضارع واقع في جواب قسم محذوف، دلت عليه لام القسم، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة، ونون التوكيد حرف مبني، الخفيفة مبنية على السكون، والثقيلة مبنية على الفتح، لا محل لها من الإعراب.

ومنه قوله تعالى:

{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}يوسف32

يسجننَّ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الثقيلة حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب.

يكونَنْ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، ونون التوكيد الخفيفة حرف مبني على السكون لا محل لها من الإعراب.

فإذا فصل بينها وبين الفعل ضمير رفع أُعرِبَ الفعل.

ففي قوله تعالى:

{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}يوسف35

كان أصل الفعل (يسجنون)، وقع في جواب القسم فاتصلت به نون التوكيد الثقيلة فأصبح: يسجنوننَّ، التقت نون الرفع مع نون التوكيد الثقيلة المكونة من نون ساكنة وأخرى متحركة: يسجنونَنْنَ، فتوالت ثلاثة حروف متماثلة، وهذا لا يجوز، فحذفت نون الرفع وبقيت نون التوكيد: يسجنونَّ.

ولما كانت واو الجماعة ساكنة والنون الأولى من نون التوكيد ساكنة أيضا يسجُنُوْنْنَ، ولا يجوز التقاء ساكنين حذفت واو الجماعة وبقيت النون لتدل على التوكيد: يَسْجُنُنَّ.

فالفعل هنا معرب وليس مبنيًّا؛ نقول:

لَيَسْجُنُنَّهُ: اللام لام القسم حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، يسجنُنَّ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وحذفت النون لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة للالتقاء الساكنين ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ولا عمل لها.

فالفعل بقي على إعرابه مرفوعًا بثبوت النون لأنه لم يسبقه ناصب أو جازم، ونون التوكيد لم تعمل فيه البناء لأن ضمير الرفع المتصل، (واو الجماعة)، فصل بين الفعل وبين النون.

وفي قوله تعالى:

{فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}يونس89

الفعل أصله تتبعانِ: من الأفعال الخمسة اتصلت به نون التوكيد الثقيلة، ولكنه مجزوم بلا الطلبية الناهية ,وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، فلما دخلت نون التوكيد بقيت ألف الاثنين في الفعل لم تحذف لإمكان النطق بها ممدودة قبل نون التوكيد.

نقول في إعراب الفعل تتبعانِّ: فعل مضارع مجزوم بـ(لا الطلبية) وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ونون التوكيد الثقيلة حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ولا عمل لها.

أُعْرِبَ الفعل ولم يُبْنَ لوجود ألف الاثنين التي فصلت بينه وبين نون التوكيد.

فالفعل المضارع إذًا يُبْنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد اتصالا مباشرا، ويُعرب إذا لم تباشره هذه النون بأنَْ فَصَلَ بينها وبينه ضمائر الرفع.

ب) يُبْنَى على السكون إذا اتصلت به نون الإناث.

يبنى المضارع على السكون إذا: اتصلت به نون النسوة التي يسميها ابن مالك نون الإناث،وهذا اللفظ أعم، فإذا لم يتصل بها فهو معرب.

الطالباتُ يحفظْنَ الدَّرسَ.

يحفظْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

ونلاحظ أن هناك فروقًا بين نون النسوة ونون التوكيد:
نون النسوة ضمير. ...........................نون التوكيد حرف.
نون النسوة في محل رفع فاعل.................نون التوكيد لا محل لها من الإعراب.
نون النسوة يُبنَى معها الفعل المضارع على السكون..........نون التوكيد يُبنَى معها الفعل المضارع على الفتح

قال تعالى:

{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} البقرة228

يتربَّصْنَ، يكتمْنَ، يؤمِنَّ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

ملاحظة: الفعل المضارع المبني سواءً لاتصاله بنون التوكيد المباشرة أو نون النسوة له محل من الإعراب؛ فهو في محل رفع إن لم يسبقه ناصب أو جازم، وفي محل نصب إن سبقه ناصب، وفي محل جزم إن سبقه جازم.

فإذا قلنا:

لَيَذهبَنَّ محمدٌ إلى الندوة.

يذهبَنَّ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل رفع (لم يسبقه ناصب أو جازم).

لِيذهبَنَّ محمدٌ إلى الندوة.

يذهبنَّ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم بِـ(لا الطلبية).

وكذلك الحال مع نون النسوة ففي قوله تعالى:

{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ}

يتربصْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل رفع لم يسبقه ناصب أو جازم.

أنْ يكتمْنَ: أن حرف نصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب، يكتمْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب بِـ(أنْ).

وقد جاء ابن مالك بمثال لاتصال الفعل بنون النسوة: يَرُعْنَ من فُتِن.

يَرُعْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة.

ولم يأتِ بمثال لبنائه على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، واكتفى بذكر القاعدة:

أن الفعل المضارع إذا تجرد من نون التوكيد المباشرة أو نون الإناث فهو معرب، وبالتالي فهو مبني إذا اتصل بهما.
فالحالة الثانية للمضارع هي:

2) الإعراب: 
إذا لم يتصل بنون التوكيد المباشرة أو نون الإناث.
وسيأتي فيما بعد أحوال إعراب المضارع رفعه ونصبه وجزمه، وأدوات النصب والجزم.

منصة ابجد

https://www.facebook.com/100036837916287/videos/1274864849736012/